يبقى أتجوّز ليه.. وأنا مالي؟
*******
أنا مرتبطة إذن أنا سعيدة
والموقف ده بيتكرر كتير يمكن مش بنفس السيناريو لكن بأشكال تانية ماتختلفش كتير بيحاول فيها طرف من أطراف العلاقة إنه يتحكم في الطرف التاني، ويحاول يضمن لنفسه كل المميزات من غير ما يبذل أي مجهود أو يقدم أي حاجة، على اعتبار إن الطرف التاني محتاج له و"هيموت من غيره"، وخصوصاً في ظل ارتفاع سن الزواج وزيادة نسبة العنوسة.. صحيح فيه بنات بتتصرف نفس تصرف "العريس" إياه، وتفضل تشرط وتتشرط ولا كأنها ملكة زمانها
ولكن النتيجة بتكون زي ما البنت اللي فوق عملت، ورفضت الموضوع كله وإحساسها إن الارتباط بإنسان بالشكل ده معناه التعاسة الأبدية "في حالة الاستمرار" أو الانفصال السريع مع وجود طفل أو طفلين.. وطبعا بيكون الوضع اللي هي فيه أصلا "من غير ارتباط" أفضل 100 مرة من أي وضع تاني
ولكن ومن ناحية تانية فيه ناس بتقبل بالأوضاع دي خوفاً من شبح العنوسة والوحدة وعدم الارتباط والرغبة في الاستقرار وتكوين أسرة ووجود أبناء و.... و.... و
والفكرة دي -اللي هي الارتباط وخلاص بأي شكل وبأي صورة والخوف من الوحدة والعنوسة- بتكون موجودة ومسيطرة بشكل كبير على البنات وبالذات اللي تخطوا الثلاثين
فكتير من اللي بيوصلوا للسن ده من غير ارتباط بيبدأوا في التقهقر والتنازل عن أي أحلام أو مطالب أو أمنيات بتكون البنت عايزاها في شريك حياتها وبيكون عندها أو عند أسرتها استعداد للقبول بأي خاطب مهما كانت عيوبه أو مهما كانت أوجه الاختلاف على أي مستوى بينهم، وده كله علشان يطّمنوا عليها، وإنها بقت في "ذمة راجل"، وإنها هتضمن الأسرة والبيت والحياة المستقلة و... و... و.. وبالتالي هتكون سعيدة
ولكن السؤال هل الطريقة دي فعلاً هتحقق السعادة، يعني هل السعادة هتتحقق بمجرد الارتباط ولا الارتباط ده مجرد وسيلة لتحقيق السعادة... وفي هذا اختلفت الأقوال
*******
الجواز بين الخوف عليه والخوف منه
منى: نفسي أعرف بجد الغلط فين؟ وإيه اللي بيحصل وبيخلّي أي حد يُعجب بيّا ميكملش معايا؟... ده أنا بشهادة معظم اللي حواليّا جميلة، ومؤدبة، وهادية.. يمكن علشان كده! والزمن ده مبقاش عايز إلا الناس الروشة. طيب يعني مفيش فايدة
مي: يعني هيحبني ولا هيرضى يتجوّزني على إيه ده أنا تخينة وقصيرة، صحيح شخصيتي قوية وعندي عيون بشهادة الجميع ولا عيون المها وشعري طويل وناعم لكن برضه ده مش كفاية أكيد هيسيبني، طيب وأنا أستنى ليه؟.. هاسيبه قبل ما يسيبني
سلمى: بالذمة إيه اللي أنا قلته ده؟!... هو أنا هافضل كده على طول اللي في قلبي على لساني. هو يعني ماينفعش أتعلم أزوق كلامي شوية.. أكيد طبعا هيفكر ألف مرة قبل ما يكلمني تاني
نهى: لازم العلاقة دي تنجح وإلا العيلة كلها هتشمت فيّا وأصحابي هيتّريقوا عليّا.. لازم... لازم... لازم
نجلاء: مش قادرة أحس بالسعادة اللي أنا فيها دايما خايفة من المستقبل ومن تكرار تجارب اللي حواليّا وباسأل نفسي على طول إمتى هيبطل يحبني
شروق: وأنا عليّا من وجع القلب ده بإيه؟... يعني اللي خلقه ماخلقش غيره، وحتى لو مفيش غيره.. أنا خلاص مش هاعذب نفسي تاني.. أنا مش محتاجة لحد في حياتي، وأقدر أعتمد على نفسي في كل حاجة... أنا خلاص قررت أن لا حب بعد الآن
*******
والأفكار دي وغيرها زي
:
الحب وجع قلب
لو متجوزتش قبل سن الثلاثين يبقى ضعت خلاص
لازم أحمي نفسي من الوقوع في الحب
لازم أعمل له اختبارات كتير علشان أتأكد إنه بيحبني
الأفكار دي رغم اختلافها الظاهري إلا إنها كلها وبلا استثناء بتعكس اهتمام زايد جدا بالحب والارتباط وكمان الخوف منه
*******
جواز آه....آه
فـ"منى"، و"مي"، و"نهى"، و"سلمى" ممكن يكونوا اتأخروا شوية في الجواز أو بمعنى تاني ماتخطبوش، أو ماتجوزوش وهما "لسّه في اللفة" فبيكون عندهم قلق زيادة شوية من التأخير ده وحتى لو دخلوا في علاقة بيكونوا قلقانين جدا من فشلها ومابيحطوش في دماغهم للحظة واحدة إن استعجالهم ولهفتهم على الجواز واعتبار إن من غيره هيكونوا كائن ناقص وملهوش أهمية، وإن الجواز هو "كل الحياة" واللا جواز يعني الموت الزؤام
ومابياخدوش بالهم كمان إن "اللهفة" دي هي سبب من أسباب التأخير ده؛ لأنهم بيكونوا في حالة قلق وتوتر دائم وده بيظهر من غير حتى ما يتكلموا فبيظهر من النظرات والحركات وبشكل غير مباشر وده بيخلي الطرف التاني يقلق ويطرح ألف سؤال عن سبب هذه "السربعة" بل والاستهجان منها وبالتالي الزوغان
وده لأنه بيحس إن فيه "حاجة غلط" فبدل ما يكون هو اللي مستعجل وعايز يثبت حبه ويبين اهتمامه "خصوصا يعني في الأول" بيلاقي إن الطرف اللي قدامه أضاف ليه مسئوليات، وبدل ما هو اللي بيدور على الرعاية والاهتمام بيلاقي نفسه مطالب إنه يوفرهم
ومش معنى كده طبعا إن الزوج مش مطالب بتوفير الرعاية لزوجته وأولاده لكن اللهفة والاستعجال دي بتتفسر بعدم رضا عن الحياة الحالية ورغبة في التخلص منها، ومعنى كده إنه بيحس إن الفتاة محملة بالهموم ومعندهاش القدرة أصلاً للعطاء، وبالعكس هتاخد من استقلاليته وانطلاقه وهتحمله همومها
*******
وعلشان نكون أكثر وضوحا _بس من غير ما الأولاد يزعلوا_ أكتر حاجة بتخلي الشباب يأجِّل فكرة الجواز هو الخوف من المسئولية وأن تزيد عليه واجبات تجاه طرف أو أطراف تانية